معاناة المسيحيين في العراقعقد زعماء المسيحيين والسياسيين من مختلف الديانات الاسبوع الماضي اجتماعا طارئا قبل انطلاق موجة العنف الاخيرة في مدينة الموصل الشمالية، في العراق، حيث تعرضت الكنائس
والمدارس المسيحية لهجمات. وقد قتل طفل و40 شخصا بينهم اطفال مدارس في ثلاثة تفجيرات متتالية. وقبل يومين قتل رجل مسيحي بطلق ناري اثناء توجهه الى مكان عمله.
|
انهم يخشون من ارتفاع حدة الهجمات |
وقد تعرض المسيحيون في مدينة كركوك العراقية، الى اعمال اختطاف في الاشهر الاخيرة، ومع تزايد العنف قبل العملية الانتخابية فانهم يخشون من ارتفاع حدة الهجمات. وقد أشار جورجيس ميتس، وهو من الاقلية اليزيدية، ويعيش في قرية بارتيلا التي تقيم فيها اكثرية مسيحية قرب مدينة الموصل. الى انه بعد اسبوع من اعمال العنف لجأ الكثير من العائلات المسيحية الى بلدته. وقال "لا يمكنك العيش في الموصل. ففي كل يوم يتعرض مسيحيون للقتل". واعرب عن اعتقاده انه منذ العام 2003 غادر ثلاثة ارباع المسيحيين الموصل التي كانت على مدى التاريخ مركزا لممارسة العقيدة المسيحية للاشوريين الكلدانيين في العراق. وقال ايضا "القلة هم الذين يتوجهون الى الكنيسة الان. ولا بد للنساء من ارتداء الحجاب. ويقومون بارسال شخص في سيارة للتاكد مما اذا كان هناك شخص ما يتربص بهم خارج الكنيسة".
وقال ويليام ورده، وهو مسيحي من دعاة حقوق الانسان في بغداد، ان المشكلة هي انه على الرغم من تحسن الاوضاع المدنية في العراق، فان مئات الالاف من المسيحيين فروا في ذروة اعمال العنف من مساكن اجدادهم في شمال البلاد، التي اصبحت الان اكثر المناطق عرضة للهجمات. ولا يزال الباقون في بغداد التي كانت تعيش فيها جالية كبيرة قبل الحرب يتعرضون للهجمات ضدهم، حسب ما ورد في القدس.
فحي "الدوره"، الذي شهد اشتباكات طائفية كبيرة، كان يضم 4 آلاف عائلة مسيحية في العام 2003. ويكاد يكون معظمهم قد غادروا الحي بلا عودة. واوضح تقرير لهيئة "هيومان رايتس ووتش" نشر الشهر الماضي ان ثلثي المسيحيين وقد بلغ عددهم مليون نسمة في العراق في العام 2003 غادروا الان مساكنهم. ونصف هؤلاء غادر البلاد نهائيا.
وقال الراهب الاب وسيم صبيح ان "للمسيحيين وضع خاص، فهم ليسوا ضعفاء ولكنهم يؤمنون بمقولة أحب جيرانك، وهو ما قد يفسره البعض بانه دليل ضعف. ونحن باعتبارنا نمثل الكنيسة، فاننا نرفض السلاح". الا ان هناك رجالا مسلحين على بوابات الكنيسة، ويضيف "لا يمكننا ان نعيد الذين غادروا، غير ان بامكاننا ان نحاول الابقاء على الذين لا يزالون هنا".